جمعية سوسيا التعاونية لإنماء الثروة الحيوانية
قرية سوسيا هي إحدى قرى الريف الجنوبي لمدينة يطا الى الجنوب من مدينة الخليل على حدود التماس مع مدينة بئر السبع المحتلة وتصنف ضمن المناطق المصنفة ج، يبلغ عدد سكان القرية 65 عائلة زراعية مربين للثروة الحيوانية ويزرعون اراضيهم بالمحاصيل الرعوية ، يعيش سكان القرية حياة البداوة حيث انهم يسكنون الخيام، تعتبر قرية سوسيا من القرى المهمشة والمحاصرة بالمستوطنات الإسرائيلية ، بالإضافة إلى أنها من القرى المهددة بالإزالة والتهجير بقرار عسكري من جيش الاحتلال الاسرائيلي.
يعاني سكان القرية من العديد من الصعوبات والتحديات فهم ممنوعون من تشيد وبناء المنازل والمرافق الحيوية الأساسية ، بالاضافة الى عدم توفر الخدمات الأساسية والبنية التحتية كالمدارس والعيادات الطبية والمياه والمواصلات ـ الا ان التحدي الابرز يكمن في مصادرة ومنع الاحتلال الإسرائيلي للسكان من استخدام مياه ابار الجمع الخاص بهم ولذلك يلجئون الى توفير احتياجاتهم من مياه الشرب بشرائها بكلفة بلغت 35 شيكل للكوب او من خلال حمل المياه على رؤسسهم لمسافات طويلة، برزت فكرة التعاونية من خلال الجهد المشترك بين المزارعين وسكان القرية بسبب المشاكل والتحديات التي تواجه سكان القرية وفي سبيل تعزيز صمودهم وثباتهم على ما تبقى من اراضي للقرية في العام 2011
ومع انطلاق مشروع دعم القدرات المؤسسية والانتاجية لمؤسسات المجتمع المدني المنفذ من قبل المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالشراكة مع منظمة وي افيكت السويدية ، تم استهداف جمعية سوسيا التعاونية بالمسح الميداني كونها احدى الجمعيات الاعضاء في اتحاد الجمعيات التعاونية في فلسطين ، اعطيت الجمعية اولوية للاختيار كونها منطقة مهمشة ولها احتياجات ضرورية لانشطة المشروع بجانب مطابقة الجمعية لمعايير الاختيار الاخرى المطلوبة.
في بداية تنفيذ المشروع ومن خلال عمل تقييم للملائمة في الجمعية كانت الجمعية تعاني من عدم قدرتها على تقديم اي خدمة لاعضائها او مجتمعها بالأخص المياه والكهرباء والخدمات الزراعية الاساسية مثل الحراثة ودرس الحبوب وكانت تقصر الخدمات على بعض الدورات التدريبية و ورش العمل بالاضافة الى تربية النحل وانتاج العسل ،
وكان من اهم المخرجات مساعدة الجمعية في التخطيط للخدمات المناسبة المنوي انشائها والتي تتناسب مع حاجة الاعضاء والمجتمع المحلي للجمعية وزيادة الملائمة الى جانب وضع وبناء خطة استراتيجية ونظام مالي وإداري للجمعية التعاونية ، وكانت الاولوية هي توفير مياه الشرب للأعضاء ومزارعهم وكذلك للسكان.
قام المشروع بتقديم خدماته للجمعية من خلال إيجاد حلول لمشكلة المياه والتي تمثلت بتوفير جرار زراعي مع صهريج لنقل المياه ( مع مساهمة نقدية من الجمعية ) لتزويد العائلات ومربي الثروة الحيوانية بمياه الشرب ، حيث ان الجرار والصهريج لم يسهم فقط في حل مشكلة شح المياه ، بل ايضا ساهم في خفض تكلفة الشراء ( من 35 الى 22 شيكل للكوب الواحد ) ، بالاضافة الى امر اخر في غاية الاهمية اصبحت الجمعية قادرة على توفير مياه الشرب بجودة عالية وهذه القضية لم تؤخذ بعين الاعتبار سابقا من قبل التجار الذين كانوا يزودون المزارعين بالمياه .
واستطاع المشروع ايضا من تنظيم وادارة العمليات اليومية بتزويد المياه من خلال عمل دليل تشغيلي بجانب عدد من الزيارات الميدانية للمتابعة وزيارات تبادلية
استطاعت الجمعية منذ بداية عمل الجرار في شهر ايلول للعام 2014 وحتى نهاية العام 2014 من ايصال 138 كوب مياه ل 15 عائلة في القرية ، بالاضافة الى تخفيض التكلفة بنسبة 35% ، وايضا ساهمت الجمعية بتخفيف معاناة المزارعين في تأمين احتياجهم من مياه الشرب .
تقول ام مراد احدى المزارعات الساكنات في القرية ( كنت اذهب لجلب احتياج المنزل من المياه من بئر جمع بعيد عن المنزل حاملةً المياه على رأسي لمسافات طويلة وانتم تعلمون مدى صعوبة هذا العمل ، انا الان سعيدة لان باستطاعتنا الحصول على مياه نظيفة وبتكلفة اقل والتي ستجعل حياتي وحياة أسرتي أسهل )،
ومع بدء سقوط امطار الخير اصبح عمل الجرار الزراعي قليل نسبيا ، لذلك ومن خلال التخطيط الاستراتيجي للجمعية التعاونية في اطار تقديم خدمات اضافية للاعضاء والمجتمع ومع بدء موسم زراعة المحاصيل الرعوية ولعدم توفر جرار زراعي مرخص وقانوني وبحالة جيدة في الموقع ، تركز تفكير الجمعية على تقديم خدمة اضافية للاعضاء وهي حراثة الارضي الزراعية ـ، وهذا ما تم فعلا من خلال شراء الجمعية لمحراث للجرار بتمويل ذاتي ، استطاعت الجمعية الوصول لاراضي زراعية منعت من الوصول اليها من قبل الاحتلال الاسرائيلي منذ 15 سنة ( كون الجرار مرخص ) ، حيث استطاعت حراثة 150 دونم من اصل 300 دونم والعمل جاري على استكمالها بانتظار موافقة الاحتلال االاسرائيلي للجرار من دخول هذه المناطق
وفي المستقبل القريب تسعى الجمعية لاضافة خدمة جديدة لاعضائها ( كون الجمعية تملك جرار زراعي ) من خلال شراء دراسة للحبوب ، بالاضافة الى ترولة لنقل احتياجات المزارعين من الاعلاف وغيرها ،
اوجد المشروع في العام 2014 حلولا للسكان والاعضاء في توفير مياه الشرب لهم ولاغنامهم من خلال توفير الجرار وتنك المياه ،والذي ساهم في فتح افاق جديدة لايجاد حلول دائمة لتوفير المياه لا سيما بوجود الجرار الزراعي والتنك و بالاضافة الى امتلاك الجمعية لقطعة ارض ليست بالبعيدة عن التجمع ، وبذلك فقد تعاونت الجمعية مع المجلس القروي لسوسيا وسلطة المياه بعمل خزان جمع للمياه بسعة 100 كوب ( بتمويل من أحد المؤسسات) على ارض الجمعية بحيث يقوم الجرار بنقل المياه من الخزان الى بيوت السكان في التجمع ، على ان تقوم سلطة المياه وبالتعاون مع المجلس المحلي بتزويد الخزان بالمياه ( 100 كوب اسبوعيا ) وبسعر 3 شواقل للكوب ، العمل الان جاري بالمشروع حيث يتم الانتهاء من تركيب الخزان والخط الناقل له ، ومع الانتهاء من تنفيذه تكون مشكله المياه قد حلت بشكل نهائي ودائم وكذلك تكون التكلفة قد انخفضت للاعضاء ( يتوقع ان تنخفض من 35 شيكل للكوب الى 14 شيكل للكوب الواحد ) ، الا ان الجمعية ما زالت متخوفة من الجانب الاسرائيلي من امكانية منعهم من استخدامه او مصادرته ، ويسعى المركز الفلسطيني بدوره مع السلطات المعنية بامكانية توفير المياه للخزان بصورة مجانية.